أظهرت دراسة حديثة نُشرت في دورية "جورنال أوف أليرجي آند كلينيكال إيميونولوجي" أن التوتر النفسي يمكن أن يُعطِّل الوظائف المناعية ويتداخل مع استجابة الجسم للالتهابات. أُجريت الدراسة على الفئران، حيث وُجد أن التوتر النفسي يُقلِّل من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة، المعروفة بالخلايا البلعمية المضادة للالتهابات، على إزالة الخلايا الميتة في مواقع الحساسية.

أوضح الدكتور سويشيرو يوشيكاوا، الأستاذ بكلية الطب في جامعة جونتيندو باليابان وكبير الباحثين في الدراسة، أن هذه هي المرة الأولى التي تُثبت فيها دراسة أن التوتر يُعطِّل وظيفة الخلايا البلعمية، التي تُسهم عادةً في كبح ردود الفعل التحسسية، مما يؤدي إلى زيادة الاستجابة التحسسية.

كما أشارت الدراسة إلى أن تأثير التوتر النفسي على الخلايا المناعية قد يكون طويل الأمد، حيث يترك بصمة دائمة تُعرف بـ"ذاكرة الضغط النفسي"، مما يؤثر على وظيفة هذه الخلايا ويساهم في تطور الأمراض. لذلك، يُعتبر تجنُّب التوتر النفسي قدر الإمكان هو الحل الأمثل للحفاظ على وظائف مناعية سليمة.

في السياق نفسه، يؤكد الدكتور يزن خير، استشاري الأمراض الباطنية واختصاصي الأمراض الصدرية، أن التوتر يُعد من الأسباب الرئيسية لنقص المناعة لدى البشر، حيث يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يُضعف الجهاز المناعي ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.

من الجدير بالذكر أن التوتر المزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العامة، بما في ذلك ضعف المناعة وزيادة مخاطر الإصابة بالالتهابات والأمراض المزمنة. لذلك، يُنصح باتباع استراتيجيات فعّالة لإدارة التوتر، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، واتباع نظام غذائي صحي، والانخراط في تقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمل.

للمزيد من التوضيح حول كيفية تأثير الضغط النفسي على الجسم وتدمير المناعة، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي: