ساحة جامع الفنا في مراكش

يعد قطاع السياحة في المغرب ركيزة استراتيجية للاقتصاد، حيث يمثل حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر وظائف لمئات الآلاف من الأشخاص. بعد الانتعاش ما بعد جائحة كوفيد-19، كشف الحكومة المغربية عن خطة طريق 2023-2026 لتعزيز نمو القطاع وتعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة. تهدف هذه الخطة الطموحة إلى زيادة التنافسية، وتنويع العروض السياحية، وتحديث البنية التحتية.

1. الأهداف الرئيسية لخطة الطريق السياحية في المغرب

تهدف خطة المغرب 2023-2026 في السياحة إلى:

• جذب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026. الهدف هو زيادة عدد الزوار مقارنة بالمعدل السنوي الذي كان حوالي 12 مليون قبل الجائحة.
• إنشاء 200,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة في القطاع السياحي، مما يساهم في تقليص البطالة وتنشيط المناطق.
• توليد 120 مليار درهم من العائدات السياحية، مما يعزز دور السياحة في الاقتصاد الوطني.
• تحسين التنافسية للمغرب في السوق العالمية من خلال تقديم تجارب فريدة تلبي توقعات المسافرين المعاصرين.

2. المحاور الاستراتيجية للخطة

• تنويع العروض السياحية
  تسعى خطة الطريق السياحية 2023-2026 في المغرب إلى تنويع المنتجات السياحية بعيدًا عن السياحة التقليدية المبنية على المدن الإمبراطورية والسياحة الشاطئية. تهدف الخطة إلى تطوير أنواع جديدة من السياحة مثل:

  • السياحة الطبيعية والمغامرات: تسليط الضوء على جبال الأطلس، وصحراء الصحراء الكبرى، والحدائق الوطنية لجذب عشاق رياضات المشي والنشاطات الرياضية في الهواء الطلق.
  • السياحة الثقافية: تعزيز الجولات السياحية المبنية على التراث التاريخي والحرف اليدوية، خاصة في فاس ومكناس والصويرة.
  • السياحة الريفية والبيئية: الترويج للقرى البيئية، والسياحة المستدامة، والإقامة داخل المجتمعات الريفية لتلبية الطلب المتزايد على السفر المسؤول.

• تعزيز البنية التحتية
  من المحاور الأساسية الأخرى في خطة الطريق هو تحسين البنية التحتية السياحية، بما في ذلك:

  • تحديث المطارات: توسيع مطارات مراكش وأكادير والرباط لاستيعاب المزيد من الركاب وتحسين تجربة الزوار.
  • التطوير الفندقي: تشجيع الاستثمارات الخاصة لبناء الفنادق والمنتجعات السياحية، مع التركيز على الفنادق الفاخرة والفنادق البوتيك.
  • الربط: تحسين وسائل النقل بين المدن السياحية الرئيسية، بالإضافة إلى الربط مع الأسواق الدولية من خلال الرحلات الجوية المباشرة.

• التحول الرقمي
  تشمل خطة الطريق 2023-2026 أيضًا تدابير لرقمنة القطاع السياحي. ويشمل ذلك إنشاء منصات رقمية لتسهيل الحجز، وتعزيز صورة المغرب على وسائل التواصل الاجتماعي، وتطوير أدوات رقمية لتحسين تجربة السياح.

3. الشراكات بين القطاعين العام والخاص

تعتمد خطة الطريق على التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص. وقد أبرم الحكومة المغربية، من خلال وزارة السياحة، شراكات بين القطاعين العام والخاص (PPP) لتمويل مشاريع البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع.

• المشاريع الرئيسية: من المتوقع تنفيذ عدة مشاريع هامة، بما في ذلك تحديث المنتجعات السياحية في تغازوت وسيدي رحال، بالإضافة إلى تطوير مجمعات سياحية جديدة في مناطق أقل زيارة.
• الترويج الدولي: يعزز المغرب جهوده في التسويق الدولي لجذب السياح من أسواق جديدة مثل آسيا وأمريكا الشمالية، مع تعزيز الوافدين من الأسواق التقليدية مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا.

4. القضايا والتحديات

على الرغم من أن خطة الطريق هذه طموحة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات:

• المنافسة الدولية: يجب على المغرب التميز في سوق عالمي حيث تبذل الوجهات المنافسة، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، جهودًا مضاعفة لجذب السياح.
• الاستدامة البيئية: قد يتسبب النمو السريع في السياحة في ضغط على الموارد الطبيعية، خاصة في المناطق الريفية والساحلية. تركز الخطة على السياحة المستدامة، ولكن ستكون هناك حاجة إلى جهود مستمرة لتقليل التأثير البيئي.

تعكس خطة الطريق 2023-2026 لقطاع السياحة في المغرب إرادة البلاد في تنشيط صناعتها السياحية ووضعها كوجهة مفضلة في إفريقيا والعالم. من خلال تنويع العروض، وتحسين البنية التحتية، والتحول الرقمي، يطمح المغرب إلى تحقيق نتائج طموحة وتعزيز جاذبيته الدولية. يعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى إدارة مستدامة للموارد السياحية. ومن 2019 إلى 2023، ارتقى المغرب 10 مراكز في التصنيف الدولي للعائدات السياحية وفقًا لأرقام منظمة السياحة العالمية.