ردًا على المخاوف المتزايدة بشأن تأثير السياحة الجماعية، قدمت كوستا ديل سول أولى تدابيرها المهمة لتقييد تأجير العطلات في المناطق التي تعتبر مشبعة. اعتبارًا من يناير 2025 ، تمت الموافقة على هذه اللوائح الجديدة من قبل مجلس مدينة ملقة في ديسمبر من العام السابق. تأتي هذه الخطوة بعد احتجاجات محلية واسعة النطاق خلال الصيف، عندما أعرب السكان عن مخاوفهم بشأن نقص المساكن وارتفاع التكاليف التي تفاقمت بسبب زيادة أعداد السياح.

يحظر الحظر تسجيل منازل العطلات الجديدة في 43 منطقة في مالقة ، حيث تتجاوز أماكن الإقامة السياحية بالفعل 8% من المساكن العائلية . ويشمل ذلك مناطق شهيرة مثل المركز التاريخي، وإل إيجيدو، ولا ميرسيد، والعديد من الأحياء الأخرى التي تم تحديدها على أنها مشبعة بشدة. والهدف من هذه السياسة هو الحد من النمو غير المنضبط لإيجارات العطلات قصيرة الأجل، والتي كانت مصدرًا للتوتر بين السكان وأصحاب المصلحة في السياحة.

نطاق الحظر ومدته

وبموجب القواعد الجديدة، لن يُسمح بإنشاء شقق سياحية جديدة في المناطق المحددة لمدة ثلاث سنوات ، مع إمكانية التمديد إذا لزم الأمر. بالإضافة إلى ذلك، ستظل القيود التي تمت الموافقة عليها في يونيو 2024 سارية، مما يبطل تراخيص الشقق السياحية المسجلة بعد 22 فبراير 2024، والتي تفتقر إلى الوصول المنفصل والإمدادات من الأجزاء السكنية من المبنى.

وأكد المجلس المحلي في مالقة أن هذه التدابير تم تقديمها لإيجاد التوازن بين دعم اقتصاد المدينة المعتمد على السياحة والحفاظ على جودة حياة سكانها. مع 13000 إيجار عطلات مسجلة رسميًا بالفعل ، تحتل مالقة المرتبة الثانية بعد ماربيا في كوستا ديل سول من حيث حجم أماكن الإقامة السياحية.

السياق الأوسع: الرقابة على السياحة في جميع أنحاء إسبانيا

وتشكل القيود التي فرضتها ملقة جزءًا من اتجاه أوسع نطاقًا في جميع أنحاء إسبانيا، حيث تطبق مدن ومناطق أخرى تدابير مماثلة لمعالجة التحديات التي تفرضها السياحة الجماعية. على سبيل المثال، أعلنت برشلونة العام الماضي عن خطط لحظر جميع الشقق السياحية بحلول نوفمبر 2028 ، وهو ما يمثل واحدة من أكثر الخطوات صرامة التي تم اتخاذها لإدارة السياحة في المناطق الحضرية. كما فرضت أليكانتي تجميدًا لمدة عامين على تراخيص الإيجارات الجديدة للعطلات ، مشيرة إلى مخاوف بشأن توفر السكن والقدرة على تحمل التكاليف للسكان.

بالإضافة إلى الحد من الإيجارات لقضاء العطلات، قامت العديد من المناطق الإسبانية بزيادة الضرائب السياحية، بما في ذلك جزر الكناري وجزر البليار وبرشلونة. تهدف هذه التدابير إلى تعويض تأثير السياحة الجماعية على البنية التحتية والموارد المحلية، مع توليد الإيرادات لدعم مبادرات السياحة المستدامة.

التأثير على المسافرين

ومن المرجح أن تؤثر التدابير الجديدة في ملقة على السياح بطرق مختلفة. فقد يجد المسافرون الذين يفضلون الإقامة في أماكن إيجار قصيرة الأجل توافرًا أقل في الأحياء الأكثر شعبية. وقد يؤدي هذا إلى زيادة الطلب وزيادة أسعار الخيارات المتبقية، مما يدفع بعض الزوار إلى استكشاف أماكن إقامة بديلة مثل الفنادق أو المناطق خارج المناطق المحظورة.

بالنسبة للسائحين الذين يبحثون عن تجربة أصيلة في قلب ملقة، قد تحد هذه التغييرات من قدرتهم على الإقامة في المركز التاريخي أو الأحياء الأخرى المرغوبة. ومع ذلك، قد يعني هذا أيضًا جوًا أكثر هدوءًا وأقل ازدحامًا في هذه المناطق، مما يعزز تجربة الزائر بشكل عام.

بالنسبة للزوار الدوليين، وخاصة أولئك القادمين من المملكة المتحدة والذين يشكلون نسبة كبيرة من سياح مالقة، فإن القيود الجديدة قد تدفعهم إلى التخطيط لرحلاتهم مسبقًا لتأمين أماكن الإقامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز المتزايد على السياحة المستدامة في إسبانيا قد يجذب المسافرين المهتمين بالبيئة والذين يبحثون عن وجهات تعطي الأولوية للمسؤولية البيئية والاجتماعية.

الآثار المترتبة على صناعة السفر

وتعكس القيود المفروضة في ملقة، إلى جانب سياسات مماثلة في مدن إسبانية أخرى، تحولاً متزايداً في كيفية إدارة الوجهات السياحية للتوازن بين الفوائد الاقتصادية والتكاليف الاجتماعية. وبالنسبة لصناعة السفر، تشير هذه التغييرات إلى الحاجة إلى التكيف، مع التركيز بشكل أكبر على تعزيز السياحة المستدامة والصديقة للمجتمع.

• التحولات في الطلب: قد يختار السياح بشكل متزايد الفنادق أو المنتجعات أو الإيجارات المرخصة لقضاء العطلات في المناطق الأقل ازدحامًا، مما يدفع قطاع الضيافة إلى تعديل عروضه.
• أسعار أعلى: قد يؤدي انخفاض العرض في المناطق الشعبية إلى ارتفاع تكاليف الإقامة، مما يؤثر على القدرة على تحمل التكاليف للمسافرين المهتمين بالميزانية.
• فرص لوجهات سفر جديدة: قد يستكشف المسافرون وجهات سفر أقل شهرة في كوستا ديل سول أو مناطق أخرى في إسبانيا، مما يؤدي إلى نشر الفوائد الاقتصادية للسياحة بشكل أكثر توازناً.

الاتجاهات العالمية الأوسع

وتعكس التدابير التي يتم تنفيذها في ملقة وأجزاء أخرى من إسبانيا اتجاهاً عالمياً نحو إدارة تأثير السياحة الجماعية. وتواجه الوجهات السياحية الشهيرة في مختلف أنحاء العالم تحديات مماثلة، حيث تعمل على تحقيق التوازن بين المزايا الاقتصادية للسياحة والحاجة إلى حماية المجتمعات والبيئات المحلية.

كما فرضت مدن مثل البندقية وأمستردام ودوبروفنيك قيوداً على الإيجارات لقضاء العطلات وأعداد السياح، الأمر الذي يسلط الضوء على الطبيعة العالمية لهذه القضايا. ومع تزايد وعي المسافرين بالتأثيرات الاجتماعية والبيئية لزياراتهم، قد تكتسب الوجهات التي تعطي الأولوية للاستدامة ورفاهية المجتمع ميزة تنافسية في سوق السياحة العالمية.

الوجبات السريعة الرئيسية

• المدة: حظر لمدة ثلاث سنوات على تأجير أماكن العطلات الجديدة في 43 منطقة في مالقة، اعتبارًا من 14 يناير 2025، مع إمكانية التمديد.
• المناطق المتأثرة: Includes the historic center, El Ejido, La Merced, and others where tourist accommodations exceed 8% of family housing.
• الإخطار: سيتم إلغاء تراخيص الشقق المسجلة بعد 22 فبراير 2024، والتي لا تحتوي على إمكانية الوصول والإمدادات المنفصلة.

واستشرافا للمستقبل

ومع تنفيذ كوستا ديل سول لهذه التدابير، سوف ينصب التركيز على تقييم مدى فعاليتها في معالجة مشكلة الاكتظاظ ونقص المساكن واستياء السكان. ومن الممكن أن يخدم نجاح المدينة كنموذج للمناطق الأخرى المعتمدة على السياحة والتي تواجه تحديات مماثلة.

بالنسبة للمسافرين، تؤكد هذه التغييرات على أهمية التخطيط والمرونة. ومن خلال استكشاف مناطق أقل ازدحامًا أو أماكن إقامة بديلة، يمكن للزوار الاستمرار في الاستمتاع بجمال وثقافة ملقة مع دعم تحولها نحو سياحة أكثر استدامة.

وتسلط السياسات المتطورة في ملقة وغيرها من المدن الإسبانية الضوء على الحاجة إلى حوار عالمي حول ممارسات السياحة المستدامة. ومع تعامل الوجهات السياحية في مختلف أنحاء العالم مع التعقيدات المرتبطة بإدارة السياحة الجماعية، فإن الدروس المستفادة في إسبانيا سوف تساهم بلا شك في تشكيل مستقبل هذه الصناعة.