عاد المهاجم بلال ولد الشيخ، البالغ من العمر 27 عامًا، إلى الملاعب بعد أن تغلب على ورم حميد في النخاع الشوكي تم تشخيصه في مارس الماضي. لاعب نادي فولندام الهولندي (الدرجة الثانية) يروي تجربته مع هذه المحنة بنظرة جديدة على الحياة.

رحلة الصمود والتألق

برز ولد الشيخ خلال فترة هبوط فريقه إلى الدرجة الثانية، حيث تمكن من التميز رغم ذلك. على الرغم من أدائه المميز، لا يزال يتألق في الدرجة الثانية. بعيدًا عن الشكوى، يعبر عن امتنانه لكل لحظة. وقال لصحيفة "AD":
"أعلم أن بإمكاني اللعب في الدوري الممتاز بسهولة. لكنني لن أوقع لأي فريق لمجرد التوقيع. فولندام هو النادي الذي أمضيت فيه أطول فترة كلاعب محترف. هنا أشعر بالثقة، بالدفء، بالتقدير، وأستمتع بكل لحظة."

فولندام: أكثر من مجرد نادٍ

فولندام ليس مجرد نادٍ بالنسبة له، بل هو ملاذ آمن منذ انضمامه في أواخر 2021. كان النادي داعمًا له خلال محنته الصحية. وعن اكتشاف حالته، قال:
"شعرت بآلام مستمرة في ظهري ولم يكن الأمر طبيعيًا. طلبت إجراء أشعة بالرنين المغناطيسي بنفسي، ليتم اكتشاف ورم بحجم 5 سم في النخاع الشوكي."

صراع مع المرض وشكر خاص للجراحين

كان الخبر صادمًا بالنسبة له، وجعل كرة القدم ثانوية في حياته. وأضاف:
"الشعور الذي ينتابك في تلك اللحظة لا يمكن وصفه. كرة القدم تصبح بلا أهمية."
بعد ذلك، خضع لعملية جراحية عاجلة ويصف الجراح الذي أشرف على حالته بأنه "فيراري الجراحين".

العودة إلى الملعب وتغيير النظرة إلى الحياة

بعد فترة نقاهة طويلة، عاد ولد الشيخ إلى الملعب واستعاد لياقته تدريجيًا. وقال:
"في البداية تساءلت: كيف سأتعافى من هذا؟ لكنني أدركت لاحقًا أنني ما زلت قادرًا على اللعب. لم أصدق ذلك."
اليوم، يعود بروح جديدة، متحررًا وشاكرًا. وأكد:
"أرى كل شيء الآن كأنه مكافأة إضافية. أنا ممتن للغاية."

الأهداف والطموحات

بالرغم من أنه يعتبر نفسه أفضل من مستوى الدرجة الثانية، يطمح ولد الشيخ إلى الصعود إلى الدوري الممتاز مع فولندام. وقال:
"الجميع يريد الصعود، بل الفوز بالبطولة. إذا لم نحقق ذلك، سيكون فشلًا جماعيًا."
وأشار إلى أنه لا يستبعد الانتقال إلى فريق آخر، لكنه يركز حاليًا على إنهاء الموسم بنجاح، وأضاف:
"إنهاء الموسم هنا مع الصعود، ويفضل مع لقب البطولة، سيكون الإنجاز الأهم."

درس الحياة: عِش اللحظة

تعلم بلال ولد الشيخ درسًا عميقًا من هذه التجربة: الاستمتاع بالحاضر. وقال:
"لم أعد أنظر بعيدًا إلى الأمام. هذا لا يجدي نفعًا. أعيش يومًا بيوم وأستمتع بكل لحظة."